ماذا يريد الله تعالى منا ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد يتبادر في ذهن الكثيرين هذا السؤال :

-ماذا يريد رب العالمين منا نحن البشر؟؟؟

فقد يجيب البعض ان الله يريدنا لنعبده كما قال رب العزة في ايه من اياته الكريمة:
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))

وقد ينفي البعض الاخر ذلك وذلك ان الله غني عن عباداتنا وطاعاتنا فهناك الملائكة تسبح له على طول الوقت دون تعب ودون كلل

اذن ماذا يريد رب العزة منا نحن البشر ؟وهو الغني عن عبادتنا وطاعتنا

قبل كل شيء علينا ان نعلم هو ان الله لم يخلقنا عبثا بل لغاية وحكمة اقتضاها ورحمه منه تعالى

فقد يسأل السائل ويقول لماذا وجبت علينا الطاعات والفرائض والله غني عن طاعاتنا وعبادتنا ؟؟

الجواب يكمن في السؤال التالي :

-نحن البشر نسن القوانين ونشرعها لماذا ؟؟
الطبيعة البشرية متضادة ؛ ففي نفس الانسان نجد الخير ونجد الشر
ولا يمكن لاحد ان يكون شرا مطلقا او خيرا مطلقا فيجب ان يكون هناك جزء ولو بقدر ذرة من الفعل المعاكس في داخله
((هذه التغيرات وهذه الاختلافات في الشخصية البشرية انما هي ناتجة من الرغبة البشرية فتارة نرى الانسان غاضبا وتارة نراه سعيدا
فحياته رهن بالعوامل التي تحيط به لا رهن به هو ))
فلو ازيحت هذه القوانين لعم الفساد في الارض ولما استمر بقاء البشر في هذه الدنيا
فوضع الله تعالى الشروط والقوانين الواجبة لعبادته ؛ حباً بنا نحن البشر وخوفا علينا من ان نسلك طريق الضياع

ففي عبادة الله تعالى الكثير من الكرامات والكثير من تزكية القلوب والنفوس
تجعل قلوبنا بيضاء ناصعة لا يسكنها حقدا ولا كرها وهذا يسهل عيشنا مرات ومرات فالله غني عن عبادتنا وهو يريدنا ان نعبده من اجل ان نحصل على رحمته وعفوه
فالله تعالى لا يريدنا الا من اجل انفسنا ؛ رحمة ورأفة بنا


-فيسأل سائل ويقول ان كان الله يحبنا فلم لا يبسط الرزق لنا كل البسط فنملك اموالاً لا تعد ولا تحصى ولا نعرف معنى الفقر والعذاب ؟؟
ان الانسان يجهل الكثير ويعلم القليل
فالانسان ظلوم جهول يطلب ما لا يطيق ويحمل نفسه ما لا يستطيع وينظر الى ما يريد ويتجاهل المطلوب منه ...
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير...
ولو بسط الله الرزق لطغى قوم كثيرون ولاصبحوا كقارون الذي استكبر وكفرعون الذي طغى وكل ما ملكوا الا هو من عند الله ومن ملكه

وترى الانسان يطلب ويطلب .....
ويقول الم يقل رب العزة ادعوني استجب لكم ؟!
نعم قد قالها رب العزة لكن وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم
او قد يكون موعد الاستجابة للدعاء لم يحن بعد
فالله تعالى وحده اعلم بمصلحتنا
فقد نشق طريقا في الحياة ونبني الامال ونضع الخطط واذا بيوم من الايام تحكم الظروف ان تثنينا عما كنا نريد او نفعل فتضيع امالنا وخططنا هباءا منثورا
فهل الحياة قاسية تسير ضدنا ؟؟
كلا بل هي الرحمة الالهيه العظيمة التي اقتضت ذلك فلا يعلم الغيب الا الله فبرحمة الله ابتعدنا عن الطريق ......
لاننا لو بقينا على ذلك الدرب لا نعلم مقدار الضرر الناجم فالحمد لله العظيم
وكم من مصيبة تصيبنا نحن نفسرها على انها مصيبة لكن هي رحمة الهية واسعة ،فنحن نرى الامور من منظار ضيق نرى الامور ظاهرا ولا نرى ماذا تخبئ في ثناياها
فإن الله قد يعطي وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطي، وقد تأتي العطايا على ظهور البلايا، وقد تأتي البلايا على ظهور العطايا، وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم
وتأتي الحكمة التي ما بعدها حكمة
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
فقد يقول قائل : كم هذا الزمان قاسي ويلعنه وهو يعلن بذلك خلق الله فالزمن من مخلوقات الله
وقد يتمنى الموت .......
لكن هل سال نفسه سؤالا ؟؟
هل الموت راحة من ما يعاني كما يعتقد هو من عذاب ؟؟
فالموت لا يؤدي الا الى طريقين اما الجنه واما النار
فهل ضمن اعماله ليدخل الجنه
ام يصبر والصبر من شيم المؤمنين فينال الجنه

فان رب العزة يريد لنا ان نعلم ان ظلمة الليل زائلة مهما طالت واستمرت سوف تشرق الشمس عما قريب ،
وان الانسان اقوى من ان تغلبه الصعاب إن توكل على الله
وان الله يؤيد بنصره الجميع ان دعوه وطلبوا رحمته
وليعلم ابن ادم ان الله يريده لنفسك ؛ رحمة به
اللهم وفقنا لطاعتك يا ارحم الراحمين
وصلى الله على خير خلقه واله الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
(الهم صلي على محمد وال محمد)